ذكرنا في المقال السابق أن الإيمان بالوحي من أهم السمات التي تفرق بين المسلم وغيره في العصر الحديث، ورأينا كيف سعى الفلاسفة والمفكرون من أبناء الحضارة الغربية لإنكار قضية الألوهية والوحي، وعلمنا شدة العلاقة بينهما، وفي هذه المرة نرى مدى تأثير هذا المنحى الفلسفي على ثقافتنا العربية والإسلامية.
لقد حاول بعض مثقفينا -ممن ذهب إليهم واعتمدهم مصادر لمعرفته- أن يدعو المسلمين إلى إعادة النظر في قضية الإيمان بالوحي إلا أن المسلمين نظروا إلى وحيهم وإلى كتابهم فوجدوه منزها عن التحريف، ونظروا إلى أوامر الله ونواهيه فوجدوها خالية من الكهنوت وعبادة المخلوقين، ونظروا إلى الإسلام في جملته فوجدوه دينا يدعو إلى السعادة الأبدية في الدنيا والآخر، فلم يزدد المسلم بإعادة النظر إلا إيمانا بالوحي.
واضطرب فريق آخر فتكلم كلاما لا معنى له ينكر في أوله الوحي ويثبته في آخره فلا تعلم ماذا يريد أن يقول، ولا حل لعلاج ذلك الاضطراب في فكر المسلمين وأحوالهم إلا بالرجوع إلى منابع الوحي الصافي ونجدد الإيمان به.
فالمسلم يعلم أن الله سبحانه وتعالى أوحى لأنبيائه ورسله عبر التاريخ بالتوحيد وأمرهم فيها بالبلاغ وأمرهم بعمارة الأرض وأمرهم بتربية الإنسان وأمرهم بأن يتفاعلوا مع تلك الأكوان وأمرهم فيها بكل خير لهم وجعل لكل منهم شرعة ومنهاجا.
اصطفى الله من عباده الأنبياء وخصهم بالوحي قال تعالى : ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الشورى :51]، فكان الوحي الإلهي للأنبياء على ثلاثة أشكال الأول : أن يوحي إليهم بإيصال الكلمات والأوامر والنواهي مباشرة إلى قلوبهم وقد يكون ذلك بالرؤيا أيضا فهذا الشكل هو كلام الله لنبيه مباشرة.
الثاني : أن يكلم الله نبيه من وراء حجاب كما كان حال موسى عليه السلام.
والثالث : أن يرسل ملك الوحي وهو جبريل عليه السلام إلى أنبيائه فيوحي إليهم ما يشاء من شرائع سبحانه.
وقد ذكر ابن كثير هذه الأشكال فقال : «هذه مقامات الوحي بالنسبة إلى جناب الله عز وجل، وهو أنه تبارك وتعالى تارة يقذف في روع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا لا يتمارى فيه أنه من الله عز وجل، كما جاء في صحيح ابن حبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
«إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا الطلب». وقوله تعالى ﴿أو من وراء حجاب﴾ كما كلم موسى عليه الصلاة والسلام فإنه سأل الرؤية بعد التكليم فحجب عنها، وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لجابر بن عبد الله رضي الله عنه : «ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحا» كذا جاء في الحديث، وكان قد قتل يوم أحد، ولكن هذا في عالم البرزخ، والآية إنما هي في الدار الدنيا وقوله عز وجل : ﴿أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء﴾ كما ينزل جبريل عليه الصلاة والسلام وغيره من الملائكة على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» [تفسير ابن كثير 4/122].
وقد أكرم الله نبيه بأشكال الوحي الثلاثة فكلمه مباشرة، فإن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت : عائشة رضي الله عنها ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا» [رواه البخاري ومسلم]
وكلمه من وراء حجاب ليلة الإسراء والمعراج : ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى* أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى﴾ [ النجم :1 : 16].
وكان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل يعرفه الصحابة وهو دحية الكلبي، وكان دحية من سراة الناس جميلا في وجه نظيفا في ثوبه كان دحية شديد بياض الثوب شديد جمال الوجه، فمن هو هذا الصحابي الذي كان يأتي جبريل عليه السلام في صورته ؟ هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة الكلبي القضاعي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم، روى الأحاديث ورُويَ عنه. شهد اليرموك وكان على كردوس أي كتيبة وسكن المزة قرب دمشق . قال ابن سعد: أسلم دحية قبل بدر ولم يشهدها، وكان يشبَّه بجبريل، فعن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: يأتيني جبريل في صورة دحية. قال رجل لعوانة بن الحكم : أجمل الناس جرير بن عبدالله البجلي فقال: بل أجمل الناس من نزل جبريل على صورته - يعني دحية. بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة خمس إلى قيصر الروم. مات في المزة قرب دمشق ودفن فيها.
وكان جبريل يأتي في صورة رجل لا يعرفه أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أركان الإسلام والإيمان المشهور.
ولقد هيأ الله نبيه للقاء الوحي وأعده لذلك، فأول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، ثم حبب الله إليه التعبد في الخلوة الليالي ذات العدد، ثم أذن الله له بأن يلقى أمين الوحي جبريل عليه السلام، تروي السيدة عائشة ذلك فتقول :
«كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه -قال والتحنث التعبد الليالي ذوات العدد- قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك، فقال : اقرأ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ. قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال : أقرأ. قلت : ما أنا بقارئ. فأخذني، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : اقرأ. قلت : ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال : ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم﴾ الآيات إلى قوله ﴿علم الإنسان ما لم يعلم﴾
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال : زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، قال لخديجة : أي خديجة ما لي ؟ لقد خشيت على نفسي ؟ فأخبرها الخبر. قالت خديجة : كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل -وهو ابن عم خديجة أخي أبيها- وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة يا ابن عم اسمع من بن أخيك، قال ورقة يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا -ذكر حرفا- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجيّ هم؟ قال ورقة : نعم. لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم» [رواه البخاري ومسلم].
كانت هذه بداية الوحي مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك تنوعت صور الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم كما بينا ذلك.
فالوحي هو القضية التي بيننا وبينهم، فهو القضية الفاصلة التي ينبغي أن نؤمن بها جميعا حق الإيمان، فلا سبيل للإيمان بالإسلام بغير الإيمان بالوحي، فمجرد المعرفة بأن الإسلام يدعو للإيمان بالوحي لا تسمى إيمانا، فالإيمان هو التصديق والإذعان والتسليم.
فالإيمان بالوحي يجعل المؤمن به إنسانا حضاريا سواء أكان عالما أو متعلما، سواء أكان قارئا أم أميا، يجري الله الحكمة على لسانه من تلك البسائط الإلهية، لأنه آمن بما أراد الله أن يؤمن به وصدق فعرق الحقيقة على وجهها، فكان بذلك الإنسان الذي أراده الله.
والإيمان بخاتمة الوحي على خاتم الأنبياء أساس الإيمان بقضية الوحي الكلية، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بدعا من الرسل، بل كل واحدا في مسيرة إخوانه الأنبياء الأكرمين، قال تعالى : ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ [الأحقاف :9]. وقال سبحانه : ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا* وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء :163، 164].
وقد أدرك شيخ الإسلام مصطفى صبري تلك القضية فألف كتابا ماتعا كبيرا وسماه [موقف العقل والعلم والعالم من دين رب العالمين وعباده المرسلين] فأوضح في الكتب الكثير من الأمور المختلطة عند الناس اليوم، تناول الوحي الشريف من مختلف الوجهات.
ونقصد بالإيمان بالوحي الإيمان بأن الله أنزل كتبا وشرائع للبشر تبين لهم طريقه وأحكامه، وجعل فيها صلاحهم ونجاتهم في الدارين.
فالكتب السماوية هي مظهر عناية الله بالبشرية، ومظهر ربوبية الله لخلقه، فربنا أنزل إلينا كتبًا، وأمر رسله بتبليغ تلك الكتب، وعلى المسلم أن يؤمن بالكتب السماوية إجمالاً؛ بمعنى أنه يعتقد أن الله أنزل كتبًا سماوية على الناس تعرفهم به سبحانه، وتعلمهم كيف يعبدونه، فربنا سبحانه وتعالى أنزل القرآن على سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم-، وأنزل من قبله كتباً كما قال تعالى : { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} ([1])
كما يجب على المسلم كذلك أن يؤمن بما جاء في الشرع الشريف من أخبار عنها، فيؤمن أن الله أنزل على إبراهيم عليه السلام صحفًا، كما قال تعالى : {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } ([2])، وقال سبحانه : {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} ([3])، وقال تعالى : {أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى} ([4]).
ونؤمن كذلك أن الله أنزل على موسى الألواح وأنزل عليه التوراة، قال تعالى : {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ } ([5])، وقال تعالى : { ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} ([6])، وقال سبحانه : { وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا} ([7]).
ونؤمن كذلك أن الله أنزل على داود عليه السلام الزبور، قال تعالى : {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} ([8])، وقال سبحانه : {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا } ([9]).
ونؤمن بأن الله أنزل على عيسى بن مريم عليه السلام الإنجيل، قال سبحانه : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} ([10])، وقوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ } ([11]). (يتبع)