هناك كلام كثير في تربية العصافير أو الأسماك للزينة أو لغيرها، ولكن ملخص كل هذا الكلام في أن هذه الأسماك، أو الطيور المتخذة للزنة، أو لسماع أصواتها إذا حبسها الإنسان، وأطعمها، وسقاها، ولم يهنها، ولم يؤثر عليها تأثيرًا وحشيًا؛ يعني: أكرمها فلا مانع من ذلك أبدًا، وإنما المانع أن يؤذي هذه العصافير أو الأسماك بأن يمنع عنها الطعام أو يضربها أو كذا؛ لأن الرفق بالحيوان واجب، والحديث معروف: "عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا، فدخلت فيها النار، قال: فقال – والله أعلم – لا هي أطعمتها، ولا سقتها حين حبستها، ولا هي أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض"([1]).
والنبي ﷺ مر على بعض الناس، فوجد صبيا صغيرًا يلعب بعصفور اسمه النغا أو النغير، والرسول يبسط مع هذا الولد، وقال: "ما فعل النغير يا أبا عمير"([2])، المهم إذا لم يؤذ الإنسان هذه الحيوانات أو الطيور، وقام بالواجب نحوها من الرحمة فلا مانع من ذلك؛ لأنها من الحلالات التي خلقها الله سبحانه وتعالى للزينة أو للأكل أو لكذا، فما دام لا يوجد ضرر فلا مانع أبدًا.
([1]) أخرجه البخاري في صحيحه (2/834) باب (فضل سقي الماء) عن عبد الله بن عمر.
([2]) أخرجه البخاري في صحيحه (5/2270) باب (الانبساط إلى الناس).