إن القرآن كان ينزل مفرقًا والواقع شاهد على ذلك ؛ ولذلك يقول القرآن: { لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } (الفرقان:32) .
والمعنى أنهم كانوا يقولون لماذا أنزل القرآن مفرقًا ولم ينزل جملة واحدة.
رد القرآن كذلك بقوله: { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } (الفرقان:32).
{ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } (الفرقان:33) .
فهذا واضح بالنسبة لنزول القرآن جملة واحدة في سماء الدنيا في بيت العزة في بيت القادر ، هذا كلام مروي عن ابن عباس ونحن غير مكلفين بالاعتقاد به ؛ لأنه من عالم الغيب ، والدليل غير ملزم بالنسبة للأمور الغيبية لكن أمامنا الواقع والذي نص عليه القرآن في أكثر من آية وهو نزول القرآن مفرقًا على مدى 23 سنة.
هذا أمر واضح أما بالنسبة للمكي والمدني فهو طبعًا الرأي المعمول عليه بين جمهور العلماء: أن المكي ما نزل قبل الهجرة حتى وإن نزل في الطريق بعيدًا عن مكة يعني ما نزل قبل الهجرة في مدة 13 سنة التي مر بها النبي r هناك حتى وإن لم يكن في داخل مكة نفسها ما نزل في المدينة المدني ما نزل بعد الهجرة حتى وإن نزل في مكة نفسها يعني مثلا ، قال تعالى :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً } (المائدة:3) نزلت بعرفة وعرفة قريبة من مكة لكنها تعد من السور المدنية.
وقيل : في مسألة السفري والحضري والليلي والنهاري وبحسب الموضوعات هذا كلام في خصائص المكي وفي خصائص المدني.