بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه...
حسن الهضيبي ذهب إلى البرلمان وعرض عليهم أنه ضد فكرة أن يضع أحد من الناس سواء كان واحدا أو كانت لجنة قانونا لأن هذا يخالف اجتهاد القاضي أو يخالف ما عليه الفقه الإسلامي أو شيء من هذا القبيل ، أي أنه يعترض على فكرة التقنين في حد ذاتها ومن هنا وجدنا وأنه فجأة في غياب كثير من قيادات الإخوان أن حسن الهضيبي أصبح مرشحا لخلافة حسن البنا بالرغم أن أحد لم يعرفه وهذه هي الأزمة التي حدثت بين الشيخ الغزالي والسيد سابق وأحمد الباقوري وغيرهم وكلهم خرجوا لأنهم فجأوا بشخص ليس منهم ، فحسن البنا لما كان الشيخ الغزالي يزوره في المجلة يجعله يؤمه في الصلاة وهو عنده كذا وعشرين سنة فالشيخ الغزالي مولود سنة 1917 وحسن مولود سنة 1906 فالفرق بينهما 11 سنة فالفرق بينهما جيل تقريبا، فكيف خليفته لا يكون الغزالي مثلا؟! لما لا يكون أحمد حسن الباقوري؟! أو عبد العزيز كامل؟!
لكن فجأة أصبح حسن الهضيبي، لماذا؟ لأجل هذا الموقف، فهو فكره يناسب دعوة الإخوان أننا لسنا على الحق ، وأنهم هم الذين على الحق، وينبغي عليهم أن يحكموا وهكذا إلى أخره.
عبد الرازق باشا السنهوري كان رجلا مسلما ، فلما جمعت أشعاره وجدوه كله إسلامي، ولم يغب عن هم المسلمين بضياع الخلافة وهو في السوربون ولكن تعامل مع الأزمة بطريقة واقعية وعصرية، يريد أن يطبق الإسلام فعلا.
فعبد الرزاق باشا السنهوري كتب وقال أننا نحتاج إلى صناعة المجتهد من جديد وانشغل بهذه القضية ليضمن وجود من يقوم بتطوير هذا القانون في مرحلة ثانية وثالثة.
وشاركه تفكيره هذا عبد الرحمن باشا عزام واتفقوا على إنشاء معهد الدراسات العربية يُدرس فيه نظريات القانون العالمية المنظمة للفكر ويدرس فيه الشريعة الإسلامية واللغة العربية والتي هي أداة للفهم حتى يخرج من الطلبة من يقوم بواجب الوقت ويكون مؤهلا لصوغ القوانين .
ونشأ هذا المعهد ودرس فيه الأكابر من أمثال عبد المنعم الصدا ومحمد عبد الله وعبد الله العربي ومحمد أبو زهرة وعلي الخفيف وفرج السنهوري وكل ذلك من أجل إخراج مجتهد يفهم العصر، وأصبحت حتى الأن مكتبة معهد الدراسات العربية من كبرى المكتبات والتي نجد فيها مراجع لا نجدها في دار الكتب.
ورحل عبد الرزاق السنهوري إلى العراق وصنع لهم القانون المدني العراقي فأصبحت الخطوة الثانية، ثم بعدها ارتحل إلى الأردن فوجد مخطط القانون المدني الأردني فوصفه بأنه الخطوة التالية من مشروعه بعد القانون المدني العراقي.
وفي سنة 1948 قام أحد الشيخ عبد الله بن حسن الديدي حصل على الدكتوراه من السوربون وألف كتابا من أربع مجلدات اسماه المقارنات التشريعية طبعته مطبعة عيسى الحلبي سنة 1948 ورغم مشابهة العنوان مع كتاب الشيخ مخلوف المنياوي إلا أنه لم يكن قد سمع عن مجهودات الشيخ مخلوف.
وبذل فيه الشيخ عبد الله مجهودا ضخما جدا قارن فيه بين الفقه المالكي والقانون الفرنسي وطلب من الشيخ أبو النور زهير والشيخ عبد السميع إمام كتابة تقريظ على كتابه هذا، واعترض الشيخ الديدي على عبد الرزاق باشا ولكنه اعتراض مناسب اتسم بالأدب........
للمزيد شاهد الحلقة